بين قُبلة وقِبلة

 

حياتنا تقع بين هذين الفعلين، نبدأها بقبلة على جبين المولود، وننهيها بأخرى عند الرحيل، ونحن نعيش ونسلم أرواحنا بين سجدة ودعاء وابتهال، وترديد وحمد وشكر، نعيش دائما بين تيارات تغيرنا كثيرا، ولكننا مع الأيام نكتشف أنها فرجة سماوية، وإن عصفت بنا الأيام وقست على أرواحنا، فأننا نسلم أنفسنا بين خضوع قِبلة، وترميم من قُبل حانية، تحسن من أنفسنا، وتزكي أرواحنا، ونرتفع بهذا الدفء والأمان الشعوري.

العديد من الدراسات الحديثة تبين أهمية القبلات على الأسر، وخاصة تلك التي تأتي بلا طلب وتأتي على هيئة جدار من الرحمة والإنسانية والتكامل الأسري، فهذا السلوك يفيض بالأنس على الروح ويحقق التكامل العاطفي في النفس، فالقبلات والتقدير والتلامس بين أفراد الأسرة يساهم في بناء اللبنة العاطفية الصلبة، التي لا تنحني أو تلين مهما كان الهجوم قويا خارج أسوار البيت.

فالقبلات يجب أن تغمر الأفئدة قبل الرحيل، وتأتي على هيئة رحمات تتنزل على رؤوس آباءنا وأمهاتنا، وأن الابن والابنة، والأم والأب، والجد والجدة، عليهم أن يبدؤا بها دون طلب، أو شدة، في الرخاء والأزمات في الظروف وفي أوقات العزلة.

فالمشاعر يجب أن تغذى باستمرار دون طلب، فدائما ما يخلق هذا الشعور توالفا طبيعيا في تحقيق المزيد من التماسك الأسري في العائلة الواحدة، القبلات تعمل على تقليل هرمون الإجهاد وهو ما يسمى بـ"الكورتيزول" ويزيد من مستويات هرمون "السيروتونين" المسؤول عن المزاج في الدماغ.

أما الانحناء الأعظم حينما نلقي بهمومنا لله عزوجل تجاه القبلة، نفرغ تلك الأحزان، والآلام، والانكسارات والسلبية، نحقق التوازن الروحاني النابع من الدين القويم، حيث هذبت بنا هذه السلوكيات الكثير، منها الخضوع والخشوع، والرفعة، وإبعاد الآنفة والكبر من النفس والروح، والتجلي من خلال التعاطي الصحيح مع الله، ورسم علاقة قوية من مبدأ الصلاة في أوقاتها، وأيضا أن ننهل ونتعلم العلم الصحيح في كيفية الصلاة، وتعليم الأجيال الصلاة الصحيحة، لأن التعلم يأتي من باب القدوة الحسنة.

همسة:

تغانموا فرصة القبلات على جبين الأحبة، قبل القبلة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشغف الشعوري !

أأنت عربي: “yes”

"إنما صنعوا كيد ساحر"