يا معشر المثقفين أين أنتم؟
انتهى معرض الكتاب الذي أقيم في الدوحة مايو٢٠٢٤، واسدل الستار على جميع الاحتفاءات الفكرية والثقافية، وساد الصمت الثقافي مرة أخرى، وحينما نلتقي بتلك المحافل التي كانت فرحا لكل مثقف أو قارئ ومهتم، نحتاج إلى زمن، نعم يفرح المثقف بها، ولا أبالغ أنها كالأهازيج حينما تتنقل من حي إلى حي، وتنهل بالعلم والمعرفة، وتلتقي برواد العلم، والكتّاب، ولا يتوقف الموضوع عند توقيع على إصدار جديد، الموضوع أعمق بكثير من هذا وذاك. انتهى المعرض وكم تمنيت أن يستمر هذا الحدث طوال العام بلا توقف، يستمر في سد التعطش الفكري للكثير المهتم، ويكون المعرض مزارا للعلم، والمعرفة والثقافة، والاطلاع والقراءة، والأهم التواصل الفكري عن قرب، وتوالد الأفكار، والتنافس بين المدربين والمفكرين والشعراء والقراء، والحرص كل الحرص على التواجد، وقد كان البعض في حيرة ثقافية لذيذة ومبهجة للعقل من أين نبدأ اليوم؟، وأين سننتهي؟، لكثافة الفقرات والحلق، وقد كان المعرض نابضا، ومشعا بالعلم، والعلوم والمعرفة. لماذا توقف كل هذا بعد إسدال الستار آخر يوم؟ لما خبت الأصوات الفكرية والمفكرين، وتحولقوا في دائرة العزلة، والبعد عن الإعلام أو التواج...