"إنما صنعوا كيد ساحر"

انتشر السِحر والسَحرة والشعوذة في أوطاننا العربية بشكل مهيب ومخيف، وأصبح التقرب لغير الله من الفتن العظيمة التي وقع فيها كثر، لأجل الحصول على القبول من البشر متناسين رب البشر، العجيب في الأمر أن السحر يتخذ في البداية شكل جلب الحبيب، أو الزوج، والتفريق بين الزوجين وغيرها ليصل بأصحابه إلى تسخير الجن والدخول في عوالم شيطانية، تهوي بهم في عوالم الجن، والمردة، والعفاريت.

هؤلاء السحرة يهوون في قعر مظلم حالك لا قرار له أو مخرج منه إلا بتوبة نصوحا، أما بيوتهم فاستحالت إلى أوكار للممارسات الشيطانية والعبادات الغريبة التي لا يتقبلها العقل السليم، والقلب الذي يؤمن بوجود الله الذي لديه ملكوت السماوات والأرض والأرزاق والنصيب والحب والقبول، ناسين أن الله عز وجل إذا أحب عبداً حبب الخلق فيه، وأحبه أهل الأرض والسماء.

لحظة فضول واحدة، ولحظة ضعف وقلة إيمان، جعلتهم يسخّرون الجن لينفثوا سمومهم على الآخرين في سخط على ما أعطاهم الله من أرزاق، وفي حسد يأكل قلوبهم كما تأكل النار الحطب، ويتفننوا في ممارسات السحر والشعوذة ومن ثم الكفر والعياذ بالله، وأصبحوا يتاجرون بمثل هذه الأعمال الشيطانية، واعتبارها مهنة لاستجلاب النفوس الضعيفة، وخاصة بعض النسوة، فتحول هذا الوهم والتفكير المرضي في السيطرة إلى تجارة وحرفة محرمة.

السحر بأنواعه وألوانه واختلاف مسمياته هو بلاء عظيم، دخل الكثير من البيوت عنوة وغفلة، وأصاب أهلها بالأمراض، وأوقف النصيب بأمر من الله، كما أصاب البعض بالخوف، والجزع، وبأمراض عقلية، ونفسية، بسبب كيد ساحر، فالسحر يدمر اتزان بعض البيوت الهانئة، ويدك أسوار الاستقرار والأمان فيها، ليحل محله الخلاف، والصراخ، والتشاحن، والبغضاء.

ولكن الله لا يعجزه شيء سبحانه، ولن يعجزه رفع السحر، وإبطال عمل السحرة والمشعوذين الضارين لأنفسهم قبل غيرهم اشتروا الدنيا بالآخرة، وحصدوا الهباء والألم والمال الذي سرق منهم الراحة والسعادة والقرب من الله والتوبة إليه، ولكن الله يُمهل ولا يهمل.

فكيف لهم أن يتجرأوا على الله، ويتمنوا زوال نعمة وهبها الله لغيرهم؟ كيف لهم أن يمنعوا الرزق والمال، والصحة والعافية من أقرب الناس لهم، حتى يشفوا غليل صدورهم الملآى بالحقد والضغينة؟

كيف سولت لهم أنفسهم حرمان أنثى وهبها الله الجمال والزوج الصالح الطيب الذرية، بعد أن زارت كل المستشفيات التي أكدت خلوها من أي عائق! فقط لأنها وطأت على سحر مدبر؟

أيها السحرة وأتباعكم لعنكم الله، أنا لن أخاطب ضمائركم لأنكم لا تملكونها، ولن أخاطب قلوبكم وأنتم بلا دين أو حياة، ومهما ملكتم من قدرات شيطانية فلا يفلح الساحر حيث أتى، بل سنشتكيكم إلى الله، فهو حسبنا ونعم الوكيل.

عند الله ستجتمع الخصوم، عند الله سنأخذ حقنا ولن نغفر لكم، وستؤخذ من سيئاتنا، وترمى عليكم وستكون كالنار على جنوبكم وقلوبكم وأجسادكم، ولن تضيع دعواتنا، وآلامنا وأوجاعنا.

 

ضيع الله عنكم الجنة، وحرمكم منها وغمركم في جهنم أجمعين

وأذاقكم الله ضعف أذاكم

اللهم أمين 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشغف الشعوري !

أأنت عربي: “yes”