المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2025

الشغف الشعوري !

  هل الشغف شيء حقيقي متجدد، نابض لا يفنى أو يموت؟ هل الاشتعال مطلب أساسي لاستدامة المشاعر، والأفكار، والتوجهات، والاستمرار في العطاء اللامحدود؟ هذه التساؤلات تشغلني اليوم وكل يوم وأشعر أن النضوج الفكري يقلل من وميض الشغف كيف؟      لأنني أرى من وجهة نظري الشخصية أن الشغف دافع، وقد يكون هذا الدافع مؤقت أحيانا أو مستمر لدرجة أنه قد تنعزل عن المحيط كله من أجل تحقيقه، فالشغف أكثر ارتباطا بالأحلام وإن تحولت بعد ارتكاز الهواية إلى ممارسات وواقع.   أحيانا نعيش هذا الشعور تحديدا، الخواء الفكري أو الانتماء لأي قضية معينة نتبناها وأن نجعلها هاجسا يؤرقنا في منامنا ويدفعنا إلى حافة الجنون لتحقيقه، ولكن كلما تقدمنا في العمر نبتعد عن الأحلام والشغف، ونبدأ فعليا ببلورة محيطنا، والاطلاع عن قرب أو بُعد عن المشاهد الحياتية المستمرة .   مثال: كم أعشق الكتابة وأشعر أنني أذوب فعليا إذا لم أمارس هذه الهواية كل يوم وبشكل مكثف في حين، ولكن وسط هذا الاندفاع يتوقف اندفاع المشاعر، يبدأ قلمي بالتحليل أكثر واللجوء إلى الصمت وأن أنظر إلى ما أكتب بعين الناقد لا المحب، وأشع...

الكرسي الموقر، مع التحية

  هناك الكثير من الأسئلة التي أود أن أسألك إياها الكرسي الموقر، حيث أنك لازمت أفكاري، وبت أطرح على ذاتي بعضا من الأسئلة، فلقد أثرت فضولي على نحو مستغرب. لماذا يتزاحم حولك مدعين النجاح، ويتقافزون للجلوس عليك؟، بلا قاعدة بلا أذرع لايهم، الأهم الوصول إليك.   أيها الكرسي الموقر،  هناك من حركك لأحدهم تملقا في أحد المناسبات الدولية، وبعدها نُصِّب ذلك الشخص ليكون مديرا. وهناك فتاة خجلى، من فرط خجلها وحبها لمساعدة الغير، احتضنت سيدة كبيرة وقدمتها على نفسها وأجلستها على كرسيها، وبعدها توجت هذه الخجلى وتزوجت من ابن تلك السيدة بسببك أنت. أنت أيها الجامد، الصامت، الكثير من الاشاعات، القرارات، والحروب، والدمار، والإبداع والتنفيذ والتخطيط لا تحدث إلا بوجودك، أتعلم ذلك؟، أما الأشخاص حولك هم المتغيرون حسب الحاجة، المنصب، المصلحة، الغاية، الابداع، لا يهم الأهم ثباتك. ألم تساءل نفسك، لماذا كل هذا الضجيج حولك؟، ولماذا يجلس هذا، ويصعد هذا؟ يتغير المحيط، الأوراق تكشف، والأسرار، وأنت صامد جامد لا تتكلم، ولكن مكانتك غاليه، وصعبة أحيانا لا تُستطاع أو تُدرك.   أيها الكرسي مع التحية، أريد أن ...

زهرة نبتت من صخرة

  قد تكون العناوين مثيرة للتساؤل وأخرى للجدل، وبعضها مثيرٌ للشفقة، ولكن يا عزيزي القارئ، الزهرة في عنوان اليوم، قد تكون أنت، أو شخص ما من حولك، أثار إعجابك في لحظه من حياتك، وجعلت من قوته منهاجا لك، أو سببا في تغير نمطيتك في التعامل مع الحياة، والمواقف والبشر. وهي رمز رغم رقتها للثابتين والأقوياء أيضا والذين حاولوا بكل ما يملكون من قوة أن يتماسكوا ويبتسموا ويبتهجوا في هذه الحياة، رغم مرارة الأيام وصعوبة الليالي عليهم فنرى علامات الرضا على وجوههم، أما رمزية الصخرة فهي الظروف المحيطة. القصة تقول، أصيبت أحد الأخوات بالسرطان، هذا المرض الذي حرمنا الأحبة، ويعاني منه كُثر، فملامحهم سُرقت منها الحياة، بسبب تأثير العلاج القوي على أجسادهم وملامحهم وضفائرهم وأرواحهم، فالبعض منهم أخذ هذا المرض بتحدٍ، والبعض باستسلام، ومنهم بعدم الرضا والعياذ بالله، ونتلمس بعضهم فقدوا المتع لأنهم تشربوا الموت مع العلاجات القاهرة لهذا المرض، ولكن الأعراض الجانبية قد تكون أشد مرارة على النفس. نرجع لصاحبة القصة، وطريقتها في تلقِ خبر إصابتها بالسرطان، قالت: عندما تم اكتشافه ابتسمت، وبكيت، وابتسمت، ثم رضيت وحمدت ال...