المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

"إنما صنعوا كيد ساحر"

انتشر السِحر والسَحرة والشعوذة في أوطاننا العربية بشكل مهيب ومخيف، وأصبح التقرب لغير الله من الفتن العظيمة التي وقع فيها كثر، لأجل الحصول على القبول من البشر متناسين رب البشر، العجيب في الأمر أن السحر يتخذ في البداية شكل جلب الحبيب، أو الزوج، والتفريق بين الزوجين وغيرها ليصل بأصحابه إلى تسخير الجن والدخول في عوالم شيطانية، تهوي بهم في عوالم الجن، والمردة، والعفاريت. هؤلاء السحرة يهوون في قعر مظلم حالك لا قرار له أو مخرج منه إلا بتوبة نصوحا، أما بيوتهم فاستحالت إلى أوكار للممارسات الشيطانية والعبادات الغريبة التي لا يتقبلها العقل السليم، والقلب الذي يؤمن بوجود الله الذي لديه ملكوت السماوات والأرض والأرزاق والنصيب والحب والقبول، ناسين أن الله عز وجل إذا أحب عبداً حبب الخلق فيه، وأحبه أهل الأرض والسماء. لحظة فضول واحدة، ولحظة ضعف وقلة إيمان، جعلتهم يسخّرون الجن لينفثوا سمومهم على الآخرين في سخط على ما أعطاهم الله من أرزاق، وفي حسد يأكل قلوبهم كما تأكل النار الحطب، ويتفننوا في ممارسات السحر والشعوذة ومن ثم الكفر والعياذ بالله، وأصبحوا يتاجرون بمثل هذه الأعمال الشيطانية، واعتبارها مهنة لاست...

أأنت عربي: “yes”

  عجبي،   ويا أسفي، حاولت أن أترك الموضوع يمر، وكان عبوره كالعلقم أيها الأعزاء، حاولت أن أتملص من شعور الخيبة، كان الهم أكبر من الانفعال، لم أستطع أن أغير شيء في تلك اللحظة، كنت أردد أعرب نحن أم أعاجم !   عندما ينخر التطور والتقدم في اللغة العربية، هل علينا أن نقف مكتوفي الأيدي ونقول عليها السلام؟، عندما لا يستطيع طفل عربي من أبوين مسلمين أن يكتب أو يعبر بلغته الأم العربية، ويشعر بالخجل والارتباك ويقول بلهجة مفككه مرتبكه، "لا أستطيع أن أكتب بالعربية" بأي لغة تريد أن تكتب، يحتار ويشعر بالخجل ويقول: "الفرنسية، الإنجليزية...".   وقفت هنا وتساءلت، كيف سيرتب أفكار دعاءه، ويتهجأ القرآن، يخطأ ولا يصّوب، ويقوم بترجمة أفكاره بلغة "غير العربية" ومن ثم يواصل في حديثه، قصصه وحكاياته التي تنتهي بلغة غريبة غير محببه لعشاق اللغة، ولا يفهمها البعض الأكبر سنا أو غير الدارسين للغات الأخرى.   إلى متى ونحن نقف مكتوفي الثقافة، نمتلك من البلادة واللامبالاة الكثير، القرآن لا يتلى في بعض البيوت العربية كما أنزل، وعند التلاوة علينا تلاوته بصورة صحيحة، لا تقبل العذر أو المسامحة إلا...

بين قُبلة وقِبلة

  حياتنا تقع بين هذين الفعلين، نبدأها بقبلة على جبين المولود، وننهيها بأخرى عند الرحيل، ونحن نعيش ونسلم أرواحنا بين سجدة ودعاء وابتهال، وترديد وحمد وشكر، نعيش دائما بين تيارات تغيرنا كثيرا، ولكننا مع الأيام نكتشف أنها فرجة سماوية، وإن عصفت بنا الأيام وقست على أرواحنا، فأننا نسلم أنفسنا بين خضوع قِبلة، وترميم من قُبل حانية، تحسن من أنفسنا، وتزكي أرواحنا، ونرتفع بهذا الدفء والأمان الشعوري. العديد من الدراسات الحديثة تبين أهمية القبلات على الأسر، وخاصة تلك التي تأتي بلا طلب وتأتي على هيئة جدار من الرحمة والإنسانية والتكامل الأسري، فهذا السلوك يفيض بالأنس على الروح ويحقق التكامل العاطفي في النفس، فالقبلات والتقدير والتلامس بين أفراد الأسرة يساهم في بناء اللبنة العاطفية الصلبة، التي لا تنحني أو تلين مهما كان الهجوم قويا خارج أسوار البيت. فالقبلات يجب أن تغمر الأفئدة قبل الرحيل، وتأتي على هيئة رحمات تتنزل على رؤوس آباءنا وأمهاتنا، وأن الابن والابنة، والأم والأب، والجد والجدة، عليهم أن يبدؤا بها دون طلب، أو شدة، في الرخاء والأزمات في الظروف وفي أوقات العزلة. فالمشاعر يجب أن تغذى ب...

و قد بلغت من الكبر عتيا..

نشرت بمجلة  احسان - مركز تمكين ورعايه كبار السن "احسان"-  حياة توفر لنا خيارات، ولا نعلم أين يأخذنا القدر؟، ونسعى نحن لأن  نطرح الكثير من التســاؤلات (لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟)، والاختيارات  تكون أحيانا شحيحة وغير مبررة، ولا نلتفت لها، وقد تفوتنا بعض الفرص، ونحزن على كل هذا، ولكن يأتي العوض بشــكل ملفت،  يأتي جماعة وليس فرادى. هكــذا هي حياتنا تحدد الخيارات أمامنا، وتفتح لنا الأفق في  مرات أخــرى، هذه هي تجربتي عندما اختــرت أن أنتقل إلى مركز تمكين ورعاية كبار الســن "إحســان" بعد ســنوات من الخبرة في المجــال الإعلامي، كنت مراســلة صحفيــة يوًما مــا،  أغطي لمركز إحســان في بداياته كمؤسســة قطــر لرعاية المســنين، وانتقلت بين برامجه وفعالياته، وكم التقطت تلك النظــرات الودودة من المنتســبين من الرعاية الداخليــة، وكيف كنا ننقــل عنهم الأمل وأحيانا الألم، ونتابعهم عن قرب في دار الإيواء، وبين أزقة المركز  كنت أبحث عن خبر، أو تقرير فكانت التجربة التي قوتني كثيرا.  مع الأيــام نتحرر من القيود العاطفيــة، ونميل إلى العقلانية، ورغــم التحديات نقوم بعم...

مكانك در !

هذه حقيقة أحيانا وواقعيه لدى البعض منا، تراه لا يتحرك من منصبه، مكانته، وللأسف حتى أفكاره تدور بين ذاته، ومع تجاربه أو قراءاته السابقة في زمان ما، فتعجب من أفكاره التي يجب أن تحنط وتصبح مزاراً !   التجدد مطلوب، ولكن ليس بهدف الانسلاخ الفكري والمجتمعي أو الديني، ولكن الاطلاع على الأفكار وتقبل المختلف لهو أمرٌ محمود في مجمله، ويخلق في دواخلنا البشرية الاستعداد للأخذ والعطاء والتبادل، ومن ثم تصبح تلك الأفكار منبرا للارتقاء، وليست مقيدة.   هناك مجالات عديدة حولنا، تساهم في التجدد كالعمل التطوعي، الذي يقربك من انسانيتك ويجعلك تتقبلها في مواضع مختلفة في الضعف والانكسار والقوة، فالعطاء هو لله سبحانه، و نيل الأجور في الآخرة، العمل التطوعي عمل نبيل يساهم في بناء الأمم، ويهذب القلوب سعياً في مساعدة الغير، وأن يجعلنا نتلمس احتياجات الاخرين بسهوله وقرب.   العطاء ليس له أوجه محددة أو مقيده، قد يكون العطاء ابتسامة، جبر الخواطر، المساهمة بالعلم، وطرح الأفكار التنويرية، والرقابة الذاتية من أجل أن تكون شخص صالح "عطاء" كيف؟ تحاول أن لا تظلم وتقلل من الخسارات المحيطة حولك، وألا تؤذي أح...

رفقاً بالصامتون

  يعيشون مندسين، بين خوف البوح وسحر الكلام، بين فيض، ودمع وأحيانا كثيرة تردد، منعزلين بالفطرة، وينجزون بصمت، فهؤلاء أبعد ما يكو ن   عن الصخب، والضوضاء، والصراخ. الصامتون يستمعون جيداً لأصواتهم الداخلية، وصراخهم الذي ينبض بين ثنايا أرواحهم، يتعاملون مع الأحداث والحياة الواقعية ببرود مصطنع أحيانا، بالتالي يجازون بالجروح والعتب، لان الاخر ين ينظرون إليهم بعين مثقوبة، ويتعاملون معهم بازدراء، والكثير من الغضب تجاه برودهم. لنتوقف لحظة واحده، ونتراجع خطوة إلى الوراء للنظر إليهم بعين الرحمة والاختلاف والعدل، لا الشفقة، نأخذ بيدهم قليلا، ونمارس معهم الحقوق الإنسانية لأنهم اختلفوا وتميزوا بالهدوء، الصمت، والكثير من الحكمة تجاه الحياة، وعراقيلها، مشاكلها وهمومها، هم يعانون ولكن معاناتهم تخرج على شكل دموع منهمرة، تفيض في الخلوة، بعد أن نتراجع خطوات إلى الوراء وننظر بعين واعيه لهم، سنعلم جيداً أنهم أكثر الأشخاص طيبة، واتزانا وإنسانيه، لهم جوانب إبداعية مخفيه، نراهم يميلون للعزلة لممارسه فنونهم، وجنونهم اللامتناهي في الكتابة، والرسم، والتصوير، والكثير الكثير من الهوايات التي تنبع من دواخل ه...

داء الاستحقاق !

انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح تساءلت حوله كثيرا   هو   ارتفاع سقف الثقة عند البعض “الاستحقاق العال" لدرجه أنهم يتناسون أنفسهم وينظرون للأخرين بنظره دونيه ويتعاملون باستحقار بعيدا عن الاستحقاق الحقيقي للذات، والتوازن الواجب عليهم اتباعه مع النفس حتى لا تفقد هويتها   وصوابها ، لتأخذهم مع الوقت إلى منحنى آخر بعيد كل البعد عن المصداقية مع الذات، وتهذيب النفس المطلوب، حتى أصيبوا بهوس أو داء الاستحقاق العالي. مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة على نشر الكثير من المصطلحات التي تدس السم في العسل، وتلاقي شعبيه وقبولا بين الناس، لان خارجها صحيح ولا تقبل النقد، ولكن عندما نغوص في غمارها نكتشف اننا وقعنا بأضحل نقطه مع ذواتنا التي لا تشبع من تلكم الكلمات، لأنها تغذي جوانب مخفيه من العجب والغرور واللامبالاة، والتي تحتاج لمراقبه منا وتهذيب. الاستخدام الخاطئ للكثير من المصطلحات أنتج أو خلق شكلا جديدا من الشخصيات القوية خارجيا والضعيفة من الداخل، والتي ترفع سقف استحقاقها بشكل مبالغ، ليطغى ذاك الجانب ويؤذي الاخرين بشكل أو باخر، فهذا الاغتراب عن الذات جاء بشكل ممنهج،...

الجندي المجهول

  هم بيننا شخصيات تتميز بالهدوء في الغالب وهم أكثر الأشخاص إنجازا ولا ينتظرون تقديرا ولا يسعون للفت الانتباه، بل ترا انجازاتهم تتقدمهم فهم دائما خلف صفوف الأوائل، والفائزين في الجوائز و المنافسات والبطولات والميداليات، مهتمين بالإنجازات لا الأوسمة، أو المكافئات، حتى عطاءاتهم اللامحدودة المخفية لا تتوج بالذهب، أو الشهادات. هل يجب أن يكون دورنا في الحياة العامة والخاصة، والحياة المهنية والأسرية، ومجالات العمل والانجاز، دور الجندي المجهول؟ وأن نكون في الصفوف الثانية والصفوف الخلفية أو المخفية، وأن نعطي بكل حب، وتفاني، وكأن العطاء جزء لا ينفك عن أرواحنا، وكأنها مسلمات ومتلازمه بشخصياتنا دون أن تبرز أسماءنا، أو يشار لها بالبنان، أو حتى نحاول. ونأتي على الحقوق، فينظرون لها "الجنود المجهولين" من باب عدم الاستحقاق وأنهم ملتزمون فقط في اثبات أن عليهم الإنجاز والنتيجة النهائية ولا يهم من يكون صاحب الشهادة أو الميدالية، لان همهم وطنهم، همهم مكان عملهم، همهم الأكبر أبناءهم، فيعملون في الخفاء يكافحون ويسهرون الليل وكل جهودهم تكون كالشمس، وفي النهاية كل هذا الإنجاز يذهب للآخرين، ولكن قناعا...

دكتور ربيعه الكواري.. ولمسة وفاء

صورة
  بصمت بصمة وفاء في مقالك الصادر في يناير ٢٠٢١ بجريدة الشرق، "لوالدي جاسم صفر رحمه الله"، أيها الدكتور الفاضل، أكتب إليك، عل بعض الحروف الوفية تفي حقك، وكأنها مهداة من والدي إليك، والتي كانت ستحمل الجزء الكبير من الفقد والحزن، والاشارة لصداقتكما، وإنجازاتك، وعطاءاتك اللامحدودة، التي قدمتها وانغمست جل عمرك متفانيا في تقديمها للوطن والعالم، وسيعزي نفسه أولا ولهذا الوطن على فقدك. وفي عامودك "علامة استفاهم" وفي ذات المقال، كنت تنادي وتطالب الجهات الثقافية والإعلامية في دولتنا قطر بأن لا تنسى أبنائها في أي الظروف، وأن تبادر تلك الجهات في احتضان كل المواهب والكفاءات قبل أن تدفن، لأنهم كما قلت رحمك الله "يستحقون نظير ما قدموا لبلدهم من مساهمات لا يمكن اغفالها". واشير أن الخلل مازال قائما، وهناك الحاجة لاحتضان الأحياء في الساحة الثقافية، التي أصبحت مرهقه فقط بظهور الجديد المكتسح، وغياب العميق الثابت، الاعلام هي رسالة القلب، وهي الثبات المتوازن في الدول، وارتكاز الحصانة الفكرية، وعدم اتباع القطيع. الدكتور الفاضل، ووالدي جاسم صفر، "رحمكما الله" كنا نرى الح...