دكتور ربيعه الكواري.. ولمسة وفاء


 

بصمت بصمة وفاء في مقالك الصادر في يناير ٢٠٢١ بجريدة الشرق، "لوالدي جاسم صفر رحمه الله"، أيها الدكتور الفاضل، أكتب إليك، عل بعض الحروف الوفية تفي حقك، وكأنها مهداة من والدي إليك، والتي كانت ستحمل الجزء الكبير من الفقد والحزن، والاشارة لصداقتكما، وإنجازاتك، وعطاءاتك اللامحدودة، التي قدمتها وانغمست جل عمرك متفانيا في تقديمها للوطن والعالم، وسيعزي نفسه أولا ولهذا الوطن على فقدك.

وفي عامودك "علامة استفاهم" وفي ذات المقال، كنت تنادي وتطالب الجهات الثقافية والإعلامية في دولتنا قطر بأن لا تنسى أبنائها في أي الظروف، وأن تبادر تلك الجهات في احتضان كل المواهب والكفاءات قبل أن تدفن، لأنهم كما قلت رحمك الله "يستحقون نظير ما قدموا لبلدهم من مساهمات لا يمكن اغفالها".

واشير أن الخلل مازال قائما، وهناك الحاجة لاحتضان الأحياء في الساحة الثقافية، التي أصبحت مرهقه فقط بظهور الجديد المكتسح، وغياب العميق الثابت، الاعلام هي رسالة القلب، وهي الثبات المتوازن في الدول، وارتكاز الحصانة الفكرية، وعدم اتباع القطيع.

الدكتور الفاضل، ووالدي جاسم صفر، "رحمكما الله" كنا نرى الحب يتدفق من بين أقلامكم، وحضوركم، وهيبتكم، كان العطاء الحب، والانتماء للوطن، وكان الهاجس الأعظم الحفاظ على هذه الحركة الثقافية ألا تخبت أو تنضب، وتظل الشعلة متوقده بعد كل عمل أو انجاز، لينطلق هذا الفكر لسلسله متتابعة من الابداع والاستمرارية دون توقف، رغم الشده والظروف وأحيانا كثيره اليأس كنتم خير محرك لحركة الثقافة في دولة قطر، وخير من يمثل الاعلامي القطري النزيه، الذي يحمل بين طياته هم العالم العربي، هم المواطن، الهموم كلها كانت تتمركز في قلوبكم، وكنت تفيضون بها لنا، من خلال أحاديثكم، أعمالكم، إنتاجاتكم، وتلك الدراسات والشعر، والحرص على التدوين، وخلق "وطن" لا يتصدع من الرقي الفكري والثقافي والادبي والإعلامي.

رسالة وفاء: كم كنت تلك الطالبة التي تتشاكس معك في الاعلام، وكنت كما عهدتك الأب والمعلم، صاحب الابتسامة، وكلماتك محفورة في ذهني لهذا اليوم "الإعلامي يجب أن يكون مثقفا، لديه معلومات كافيه تخوله ليصبح إعلامي"، كنت أتعجب من طريقتك المختلفة في الشرح، كنت تبسط لنا الحياة المعقدة بأسئلة لا تقبل إجابه ثالثه إما نعم أو لا.

 رسالة وفاء: لكل من غادرنا اليوم سيغادرنا غدا، هي رسالة لكل من يعيش هنا وهو يقدم بدمه، وروحه، لكل من ساهم في بناء اللبنة الأولى، نحن جيل اليوم علينا أن نفتخر بهم، نساهم ونشعل ونستمد النور من طريقهم قبل أن يغادرونا للأبد، نخلق من خبراتهم المنارات التي تنور طريق الاخرين، هم الهداة الاولين، وهم الأساس في كل فيض، وعلم، منتشر في الأفق.

رسالة وفاء: لتلك القلوب المعطاءة، رسالة وفاء لكل شخص قادر على أن يحدث التغيير الذي لا يساهم في الانسلاخ من الأصل، والقيم والعادات والتقاليد، التغيير الذي تحتاجه الأجيال من قبل ومن بعد، التغيير الذي يجعلنا نفتخر، ونرتقي، نتراحم، ونتساعد، ونتمكن من رفع رايه الثقافة ونجعل الإعلام وسيله للتحسين، ودمح العنصرية، وتقليص كل الفجوات بين الأجيال والخبرات، علينا أن نبادر أولا في "حقن حق المبدعين في الدولة" ومن الان على الجهات المعنية أن تقدر كل الجهود المثمرة على أرض هذا البلد.

 

آخر كلام:

رحمك الله والدي وحبيبي جاسم صفر، ورحمك الله صاحب الابتسامة العذبة #الدكتور #ربيعةـالكواري، اسكنكما الرحمن فسيح جناته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشغف الشعوري !

أأنت عربي: “yes”

"إنما صنعوا كيد ساحر"