الجندي المجهول

 

هم بيننا شخصيات تتميز بالهدوء في الغالب وهم أكثر الأشخاص إنجازا ولا ينتظرون تقديرا ولا يسعون للفت الانتباه، بل ترا انجازاتهم تتقدمهم فهم دائما خلف صفوف الأوائل، والفائزين في الجوائز و المنافسات والبطولات والميداليات، مهتمين بالإنجازات لا الأوسمة، أو المكافئات، حتى عطاءاتهم اللامحدودة المخفية لا تتوج بالذهب، أو الشهادات.

هل يجب أن يكون دورنا في الحياة العامة والخاصة، والحياة المهنية والأسرية، ومجالات العمل والانجاز، دور الجندي المجهول؟ وأن نكون في الصفوف الثانية والصفوف الخلفية أو المخفية، وأن نعطي بكل حب، وتفاني، وكأن العطاء جزء لا ينفك عن أرواحنا، وكأنها مسلمات ومتلازمه بشخصياتنا دون أن تبرز أسماءنا، أو يشار لها بالبنان، أو حتى نحاول.

ونأتي على الحقوق، فينظرون لها "الجنود المجهولين" من باب عدم الاستحقاق وأنهم ملتزمون فقط في اثبات أن عليهم الإنجاز والنتيجة النهائية ولا يهم من يكون صاحب الشهادة أو الميدالية، لان همهم وطنهم، همهم مكان عملهم، همهم الأكبر أبناءهم، فيعملون في الخفاء يكافحون ويسهرون الليل وكل جهودهم تكون كالشمس، وفي النهاية كل هذا الإنجاز يذهب للآخرين، ولكن قناعاتهم داخليه فهم فازوا مرتين في العطاء والتفاني والابداع، وأنهم حققوا هذا الإنجاز مهما كان.

تحدثنا عن الجندي المجهول من جانب إيجابي، ولكن هذه السمة غير حميدة أحيانا لأن هذا الشخص تحديدا يتنازل عن مكانه يستحقها، وموقع أفضل من كونه خلف الكواليس وأنه يعمل بصمت بدون التفات أو تقدير، وألا يتم تكريمه وتحفيزه وتشجيعه، بل على كاهله حملين حمل همه، وهم الآخرين وانجازاتهم، فتراه يعط بلا هوادة أو توقف، ينبض بالحياة والإبداع والتميز، ولكن مع مرور الأيام يتحول هذا العطاء إلى نقمه، يكتشفها بعد فوات الأوان، أو يتوقف تقدمه على نقطة محدده، وعندما يطالب بالقليل الذي يستحقه، ينظر إليه نظرة دونيه لا تقدره أبدا، ومن ثم يدخل في دائرة الإحباط، لإنه أساسا لم يقدر أو يعطي عطاءاته قيمتها الحقيقية.

جميل أن يكون الانسان ذو همه، وعطاء، ولكن الخيار لك أنت، بأن ينظر إلى احتراقك، ويجب ألا تسمح لذلك الدخان في تذويب أي ذرة بداخلك، فلا تجعل نفسك إلا ذو حظ وقيمة عظيمة، أعط حقك حقه.

 

آخر كلام:

أيها المسؤولون، المربون، مهما كانت مكانتك في الحياة أو المجتمع، عليكم أن تلتفتوا خلف أسباب النجاح أو الجهود التي حولكم والإنجازات بعين العدل والمساواة، الجنود المجهولين غالبهم أصحاب تخطيط وتدبير، ومبادرات، وهم من يعتدون بالعدة ويخططون لأجل نجاح الجميع لا نجاحاتهم، فهم لا يسعون خلف الكراسي والمناصب، فقط ينبضون بحب الوطن، وأسمى غايات البذل والعطاء، قدروهم قبل أن تنطفئ شعلتهم، أو رحيلهم.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشغف الشعوري !

أأنت عربي: “yes”

"إنما صنعوا كيد ساحر"